القبض على اثنين من نشطاء المناخ في مطار لندن بعد رش طائرات بالطلاء

القبض على اثنين من نشطاء المناخ في مطار لندن بعد رش طائرات بالطلاء

ألقي القبض على شخصين للاشتباه في ارتكابهما ضررا جنائيا، بعدما ظهرا وهما يرشان طلاء باللون البرتقالي على طائرات خاصة في مطار ستانستيد في العاصمة البريطانية لندن.

وذكرت وكالة الأنباء البريطانية "بي أيه ميديا" أن شرطة مقاطعة إسيكس قالت إنها احتجزت سيدتين، وقالت جماعة "جست ستوب أويل" إنهما تدعيان جنيفر نوالسكي -28 عاما- و كولي ماكدونالد -22 عاما- وقد دخلتا منطقة خاصة في المطار، وسببتا "ضررا لطائرتين".

وقالت الجماعة إن الناشطتين دخلتا المطار، وقامتا برش الطائرات الخاصة باستخدام طفايات حريق مملوءة بطلاء برتقالي.

ويدور سجال ساخن بين نشطاء المناخ ورجال المال والأعمال والشركات الاستثمارية والصناعية المتهمين بتلويث البيئة والإضرار بالمناخ.

ومقابل مساعي نشطاء البيئة والمناخ، أطلق رجال أعمال وقانونيون حملة للتحذير من تداعيات الإضرار بسمعة الشركات.

وواجهت سياسة الحياد الكربوني في المملكة انتقادات عدّة خلال السنوات القليلة الفائتة، منذ الجدل الذي أثارته حكومة ليز تروس آنذاك بالعودة إلى التكسير المائي (الهيدروليكي) لاستخراج الغاز الصخري.

وقبل سنوات من بدء أول تحقيق مناخي في المملكة المتحدة، طالما لاحق نشطاء المناخ شركات طاقة كبرى في بريطانيا مثل شل (Shell)، ودافعوا عن سياسات مقيدة لتطوير النفط والغاز في بحر الشمال، بفرض ضريبة مفاجئة على أرباح هذه الشركات.

ولم تفلح توسعات تطوير الرياح البحرية في تخفيف حدّة الانتقادات البيئية لإقبال شركات الطاقة على المزيد من خطط الحفر والاستكشاف في بحر الشمال.

وزاد من حدة الانتقادات إلغاء الحكومة مشروع مدينة الهيدروجين وإرجاء التقرير بشأنه إلى ما بعد عام 2026، لحين إكمال دراسة جدوى دور الهيدروجين في خفض انبعاثات التدفئة المنزلية، وفق قرار صادر شهر مايو الماضي.

حتى خطط السيارات الكهربائية لم تسلم من الانتقادات، إذ سحبت الحكومة دعمها لعملية الشراء تدريجيًا، ما رفع التكلفة التي يتحملها المستهلك، في ظل عدم توافر نقاط شحن بالقدر الكافي، مما عمّق العزوف عن شرائها.

قضية التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية